سؤال رقم/1321سؤال من أخ فاضلكتير بحس ان من اكبر معوقات التغيير و النجاح انه بيبقي صعب علي النفس تقبل ضياع سنين من العمر في الخطأ ، دي واحد.. اتنين ، بتحس كمان ان من الصعب اقتلاع الصورة السلبية الماضية من اذهان من حولك و محيها تماما اية ردك ؟الجواب:قد يكون صعبًا ولكن الحياة تستمر ودوام الحال من المحال..ثم كما تعلم أن تجارب الإنسان تأتي من رحم الفشل والتقصير والأخطاء ولولاها ما استفاد غيره ونجا..فكل ابن آدم خطاء والإنسان ضعيف وتتحكم فيه أعداء من هوي ونفس أمارة بالسوء وشيطان يوسوس ويدلس ناهيك عن الدنيا وفتنتها..ولهذا كله وغيره فسلاح المسلم دومًا هو الإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ففيهما الفلاح والنجاة(وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ )(78)-الحج
ثم علي مر التاريح الإنساني ..بل في المجتمع النبوي وهو أكثر المجتمعات إنسانية والتزامًا بشرع الله ..هل كان مجتمعًا مثاليًا كما وصفه الفلاسفة كأفلاطون وغيره عندما شط خياله عن المدينة الفاضلة ..مدينة خياليّة ظن أنها قد تُطبَّق في الواقع، وتُساهم في توفير السّعادة لكلّ شخص يسكن فيها وهو واهم قطعًا.
فالخير والشر..والسعادة والشقاء..دومًا نقيضان وبهما معًا تستمر الحياة ويعرف المرء قيمة النعمة والأمان.
فكما أقول دومًا حتي المجتمع النبوي فيه الزاني والسارق وتارك الصلاة ومن يأكل أموال الناس واليتامي والأحاديث والقرآن والسنة فيهما هذا بالترهيب والترغيب..ولكنه مجتمع قائم علي الشرع ومرضاة الله..فلن يوجد مجتمعًا كما يتخيله الفلاسفة،وأقول لحضرتك ندمك علي أخطاء الماضي أنما هو من تدليس الشيطان لك فاصرفه عنك .. ولابد من الخطأ والتقصير والمهم هو التعلم من التجارب والسنين لنمضي قدمًا بلا كلل أو ملل فالحياة وطرقها تتشعب بمزالق وعوائق خطرة والتجارب هي مرشد كل لبيب ..فلم يقل أحد أن الطريق في الدنيا مفروشًا بالورود والريحان!!
تقول " اكبر معوقات التغيير و النجاح انه بيبقي صعب علي النفس تقبل ضياع سنين من العمر في الخطأ " بل من أعظم أسباب النجاح أن نتعلم من الأخطاء ولانجلس كالثكلي نندم حظنا بل لنجتهد حتي لانقع في غيرها ونساهم غيرنا للتعلم والإستفادة..وعلي سبيل المثال..هذه الصفحة"أنت تسأل والشيخ يجيب" ..كما تري نحن لانذكر أسماء للستر والصيانة فهدفنا هو الدعوة لا التشهير!!
وهو مطلوب شرعًا فنقول سؤال من أخ أو أخت فاضلة ..فهل طرح مشكلة ووضع الحلول الشرعية ،وأقوال أهل العلم ،والتيسير علي الناس في الشرح والبيان بما نجيده مما أنعم الله به علينا..لرؤيتهم للحق له فائدة لصاحب المشكلة وغيره من المتابعين لعدم تكرارها معه في موقف مماثل..
والجواب: بلي والله..وقطعًا المسلم الفطن يفهم المغزي وينير بصيرته ويختصر خطواته ويبدأ من حيث أنتهي الأخرون ..فكذا نتعلم من تجارب الحياة وأخطائها...أخي الفاضل لاشيء يضيع هباءً إلا من يكتم همه وتجاربه ويغلفها بحاجز وهمي يزيده همًا علي هم وغمًا علي غم ..وهو أول من يتدمر أن لم يخرج وينطلق في رحاب الحياة ببصيرة ويقين وصبر وعزيمة لاتلين
تقول " بتحس كمان ان من الصعب اقتلاع الصورة السلبية الماضية من اذهان من حولك و محيها تماما "..ليس علي الدوام أخي بل من نعمة الله علي الإنسان هو النسيان ذاته..!! وتخيل من لاينسي طفولته والأحداث والمواقف التي قتلته همًا وغمًا !!
كيف يعيش غذا صعب والله..أقول النسيان نعمه وقد يكون نقمة لو كان مرض أو من النفس والشيطان خاصة فيما يتعلق بالعبادة وحياة الآخرين ..ونعم قد يكون لعدم لنسيان صورًا وجوانب سلبية كثيرة كما تقول، لكن الإيجابيات أكثر فائدة لك ، وعلىك شخصيًا وأفراد أسرتك ومجتمعك، بل ووطنك وأمتك حسب أهميتك ودورك وتأثيرك!!...وأنا أتكلم عن المسلم العادي فمن نعم الله النسيان ..فربما كان بينك وبين زميل أو أخًا لك عداوة وصور سلبية ،وأسالك بصراحة والله حسيبك هل تتذكر صور سلبية لمن تعزهم وتعرفهم منذ 20 سنة مثلًا أي أكثر من نصف عمرك لو كنت في الأربعين أو نحوهذا!!
بالتأكيد الذاكرة لاتسعفك إلا لموقف أو أثنين علي سبيل التندر لا للمقاطعة والعداوة ..فالتأثير قل والضرر زال والعفو عند المقدرة من شيمة المسلم ..ثم التجارب تعلمنا والنسيان نعمة.. ولعلك تقصد بكلامك صور قريبة من مدة وبالمسامحة وكظم الغيظ كما قال تعالي (..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134-آل عمران
تزول ،وانصحك طالما الضرر من فلان أو علان ليس في دينك أن تسامح وتستر وتجاوز عمن أساء لك وكفي لقوله تعالي (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34-فصلت..وأنت الرابح لامحالة.
وتذكر واظنك تعلم حديث النبي "...ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .."-صحيح مسلم
فأن لم تنسي فتناسي والعفو خير لك في دينك ودنياك..وكثرة النفكير والتذكر هو مايزيد همك ويجعل نسيانك يطول وحزنك يستمر ..فأشغل نفسك بما يلهيها وما يفيدها ويزكيها اعانك الله أخي..
ولاتنسي ماذكرته ..دوام الحال من المحال والنسيان من سنة الله في خلقه علي المدي الطويل، ومن لجأ لله يسر له أمره وعلمه وزاده من فضله وكرمه ..هذا والله أعلم وأحكم