سؤال رقم/1003سؤال من أخت فاضلةلو سمحت كان عندي سؤال شيخنا الفاضل أنا زوجي لا يصلي وفي بعض الأوقات يصلي ويترك الصلاة ومعظم الوقت في نكد لأنه علي طول يحب الزعل والحزن ومتماسك به وأنا بفضل الله عليه بصلي من صغري وأنا والله ياشيخ تعبانه اوي مع هذا الشخص مع العلم أننا عندنا ثلاث اولاد أكبرهم 25سنه بس والله تعب أجبني بالله عليك ماذا أفعل مع هذا الشخص
الجواب:
أختنا الفاضلة أن مما يدمي القلب وجود أقرب الناس إلينا تاركًا للصلاة وهي الصلة بيننا وبين الله بل وهي سببًا من أسباب إرتباطنا منذ البدء هي طاعته ورضاه كما أمر وقد جعل زواجنا آية من آياته،وهذا إجحاف أختنا ،ولن أتكلم عن الأقول للفقهاء في حكم تاركها لأننا نميل للقول بعدم كفره فليس الأمر هين ،كما أن أدلة صريحة بأن الله يغفر الذنوب جميعًا كبيرها وصغيرها عدا الشرك فمن لم يشرك وترك كبيرة كالصلاة هو مسلمًا عاصيًا أمره إلي الله أن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له أن مات علي ذلك ..(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48))-النساء
ولكنه ذنبًا لن يمحوه إلا العودة والصلاة والتوبة طالما هو علي قيد الحياة ونسأل الله العفو عنا وعنه..
فالذي ينبغي أن يكون أهتمامك الأول في معرفة أن كان زوجك يؤمن بفرضيها من الأساس أم أنه يتركها إجحافاً وعدم أقتناع بها لتعرفي موقع قدميك،فأن كان غير مؤمن بها فهذه ردة بلا إختلاف بين أهل العلم ومفارقته لابد منها دون النظر للنتائج والله يتولى المؤمنين ،أما أن كان مؤمنًا بها واظن ذلك لأنه في بعض الفترات يصلي كما تقولي فهو مسلمُا ولله الحمد، ولكنه مسلمًا عاصيًا وفي خطر فصحة توحيده وشهادته"لا إله إلا الله محمدًا رسول الله" ينقصها التطبيق العملي والبرهان الساطع متمثلًا في إثبات حقيقة عبوديته لله والتزلل له والعودة للصلاة ،وفي هذه الحالة أمامك أمرين..
الأول :نصيحته بخطورة الأمر علي صحة إيمانه منك وممن تعرفيه من أصحابة الملتزمين بالصلاة ومن أولادك وأهله الكل مطالب بمحاولات لبيان خطورة ترك الصلاة ومعصية الله وطاعة الشيطان
ثم أن العمر يمضي أختنا وأبنك في عمر 25 سنة أي شابًا فليفهم أن الحياة تستمر به وبدونه وأنه مجرد سببًا والكل إلي زوال.
وعلي فرض إصراره مع اقتناعه وإيمانه بفرضية الصلاة فهو مسلمًا عاصيًا له حق الطاعة في غير معصية الله فلا تثقلي علي نفسك منك النصيحة والبلاغ وفي النهاية لاتزر وازرة وزر أخري
وسيدنا نوح كان نبيًا وأفضل مننا جميعًا، ومن أولي العزم من الرسل ومع ذلك كانت زوجته وأبنه كافرين يعيشان تحت سقف بيته!!
فالذي أريد قوله أننا أسبابًا وإنما الهداية من الله..وطالما هو مسلمًا مقصر وعاصي لربه ومفرط في حقوق زوجته وأبنائه بظلمه وعصبيته ..
ماعليك هوالقيام بالتبليغ تارة بالترهيب وتارة أخري بالترغيب ،ومن يدري ،وكل رجل وله نقاط ضعف ترج قلبه وتهزه هزًا رغم شدته وجبروته!!
ربما له طفلة صغيرة يحبها قد تكون سببًا في صلاته ،وربما حادثة أو موقفًا يشعر به أنه ولد من جديد فيرق قلبه وبشتاق لربه، وغير ذلك كثير!!
وهذا يحدث أختنا بالدعاء والابتهال بقلبًا محبًا يخاف ويغار علي جنته في الدنيا ،من زوج وأبناء في تجانس وانسجام ،فلا تبخلي بالدعاء وأخذ الأسباب لهدايته وأمره إلي الله.
هذا عن صلاته وتقولي " ومعظم الوقت في نكد لأنه علي طول يحب الزعل والحزن ومتماسك به " فالرجل منا يا أختنا هناك دومًا مفتاحًا لقلبه وأنت أدري به ، فليس الإنسان بطبعه باردًا وثقيل وغاضب، بل لأسباب ربما هي من وجهة نظرك عادية وهي كذلك في نظر المحبين التي جمعهما الله علي المودة والرحمة كما قال تعالي (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21
. ولكنها عنده تتحول لزعل وغضب كما تقولي لأسباب شتي !!
ومهمتك كمهمة الطبيب ولكنه طبيبًا يبحث عن علاج لسعادته واستقرار أسرته!!
وفي الحديث " كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، والأَمِيرُ رَاعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أَهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ عَلَى بيْتِ زَوْجِها وولَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ متفقٌ عليه. "
فأفهمي منه سبب غضبه أو بمن يفتح له قلبه ويستريح له من أهله وأصحابة وأسباب ذلك فما كان منها في غير معصية الله فأفعليه ولو كنت تكرهين ذلك انبغاء الثواب وإصلاح ذات البين والحياة تضحيات أختنا .. ولك أجرك عند ربك وهو لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وأن كان في معصية الله فلا تفعلي ولا تبخلي بجهد فيما يرضي الله وهو الذي يجعل لك من كل هما فرجا ومن كل ضيقًا مخرجًا ، وتذكري الحياة أختنا أخذ وعطاء .. سراء وضراء.. سعادة وشقاء ، فليست سعادة دائمة أو شقاء دائم!! ولكن بين هذا وذاك وكله أمتحان من رب الأرباب..ولاتنسي أختنا الحياة الزوجية حيويتها ودوامها ينبغ من مثل هذا البلاء والشقاء وعصيرته ومعاناته،
وعلاجه بالصبر والحكمة لا بالرعونة والطيش وهتك الأستار وإخراج الأسرار!!
وفعل ورد فعل، فكلها اسبابًا تهد وتدمر عش الزوجية وبيوت المسلمين، وليس هكذا تورد الأبل أختنا وفي الحديث"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."
وماعلينا إلا ابتغاء الوسيلة المباحة لسعادتنا ،ولابد مهما كانت ظلمة الليل من طلوع شمس الصباح أختنا فلا يأس أبدًا برحمة الله وكرمه وفيضه لمن أحسن الظن به وأنت كذلك أن شاء الله والله حسيبك هذا والله أعلم وأحكم
