سؤال رقم/1309سؤال من أخ فاضل:فى سورة يوسف عندما راودته امرأة العزيز غلقت الأبواب اى احكمت إغلاق كل الأبواب وعندما أراد الهرب قال واستبقا الباب وهو مفردفما هو الفرق؟الجواب:حسنًا المرء أن حدث له إشكال فليرجع لفطاحل التفسير واللغة فالقرآن أعجاز في بيانه..
ففي قوله تعالي (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ....)-يوسف
وقوله تعالي(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ...)يوسف
فكيف نوفق بين غلقت الأبواب كجمع، وبين استبقا الباب كمفرد؟!!
فماذا قالوا:
الغلق والمغلاق: ما يغلق به، ، وأغلقت الباب، وغلقته على التكثير، وذلك إذا أغلقت أبوابا كثيرة، أو أغلقت بابا واحدا مرارا، أو أحكمت إغلاق باب، وعلى هذا: ﴿ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ ﴾
وكانت الأبواب كثيرة ولم يكن باباً واحداً قال (غلقت) ولم يقل (أغلقت) لأن هناك فرق بين الإغلاق والتغليق..
لو أنه قال أغلقت لأفاد ذلك أنها ردت الأبواب رداً خفيفاً
وإنما قال (غلقت) ليفيد أنها ثبتت الإغلاق تثبيتاً محكماً.
قلت:لهذا كان الجمع أولي ولكثرة الأبواب وقيل في بعض التفاسير كالكشاف والجامع للقرطبي أنها سبعة أبواب،فأغلقتها جميعًا بأحكام وهي ماترغب فيه للتستر وصعوبة الدخول أو الفرار وللخلوة والانفراد كما لايخفي
وأما(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ..) فمفرد ولكن معني استبقا الى الباب بمعنى يتسارعون .. فلماذا تحرك سيدنا يوسف نحو الباب؟ بكل بساطة ليفتحه..ويهرب باب واحد قطعًا..
ولماذا سابقته إلى الباب نفسه؟ بكل بساطة حتى تمنعه من فتحه.. فوجدوا العزيز!!
فامرأة العزيز سارعت لزوجها لتخبره بما فعله يوسف قبل ان يتكلم يوسف
ويوسف سارع للعزيز كي يخبره بما فعلته امرأته والقصة معروفة!! فكان بابًا واحدًا
وهكذا يرفع الإشكال بالجمع والتفردهذا والله أعلم وأحكم